مازال مصير الكاتبين العراقيين مازن عبداللطيف وتوفيق التميمي مجهولا رغم مرور 4 أعوام على اختطافهما في بغداد من قبل مجموعة مسلحة، فيما تواصل عائلتيهما مطالبة السلطات بالكشف عن مصيرها

وتعرض الكاتب العراقي مازن عبداللطيف الذي كان يعمل في شبكة الإعلام العراقي شبه الرسمية، نهاية يناير 2020 للاختطاف من قبل مجموعة من الملثمين وسط بغداد. وبعد مرور نحو 40 يوما على اختطافه ومع استمرار زميله الكاتب توفيق التميمي الذي كان يعمل مديرا في جريدة “الصباح” التابعة لنفس الشبكة، بالمطالبة بإطلاق سراحه، تعرض هو الآخر للاختطاف من قبل مسلحين ملثمين أثناء ذهابه لعمله.

ولم تتوصل التحقيقات التي أعلنتها الأجهزة الأمنية العراقية عن النتائج التي توصلت اليها ولم تكشف حتى الآن عن الجهة التي اختطفت الكاتبين والعديد من الناشطين والصحفيين الآخرين الذين اختطفوا بالتزامن معهما من قبل المليشيات الموالية لإيران خلال السنوات الماضية خاصة خلال الفترة التي احتضنت فيها بغداد ومدن جنوب العراق احتجاجات شعبية واسعة سميت باسم احتجاجات تشرين التي انطلقت في أكتوبر 2019 وانهتها السلطات بالقوة في أكتوبر 2020.

وكشف سياسي عراقي بارز لم يذكر اسمه في  تقرير أعده موقع “ارفع صوتك” في فبراير 2021 عن مصير الكاتبين والمليشيات التي اختطفتهما.

وقال السياسي إن “مليشيا كتائب حزب الله” تقف وراء اختطاف عبداللطيف والتميمي “بإشراف من القيادي في الكتائب ورئيس أركان هيئة الحشد الشعبي أبو فدك المعروف بـ(الخال) بأوامر إيرانية مباشرة، والتحقيق معهما كان بإشراف إيرانيين”.

ووضح المصدر أن “الإيرانيين اختطفوا عبداللطيف بتهمة التعاون مع إسرائيل، وهم يعلمون براءته، لكنهم يريدون تفعيل ملف المقاومة والعدو الصهيوني وغيرها من مسرحيات تحشيد المجتمع العراقي، ليتمكنوا من السيطرة على القرار السياسي وعلى الدولة”، لافتا الى أن الحكومة العراقية السابقة كانت لها معلومات كاملة عن الملف لكنها لم تكشف عن مصيرهما خوفا من ايران ومليشياتها.

وأشار السياسي الى أن كتائب مليشيا حزب الله احتجزت لفترة الكاتبين في سجونها السرية، في منطقة جرف الصخر جنوب غرب بغداد، لكن الحرس الثوري الإيراني نقلهما إلى داخل إيران فيما بعد.

وفاز لطيف بجائزة فولتير التي يمنحها الاتحاد الدولي للناشرين، في حفل توزيع جوائز منتدى التعبير الذي أقيم في مدينة ليلهامر بالنرويج في مايو الماضي، وقالت رئيسة لجنة حرية النشر التابعة للاتحاد كريستين أينارسون، خلال الحفل، إنّ مازن لطيف “التزم تجاه المجتمع الأدبي وحرية التعبير في العراق، ويجب أن يكون مصدر إلهام لنا جميعاً، وندعو من أخذوه إلى إعادته سالماً”.