الصورة/ تحزم الأسر ممتلكاتها في المركبات وتستعد لمغادرة المخيم إلى مناطقها الأصلية كجزء من برنامج الحركة الطوعية الميسرة التابع للمنظمة الدولية للهجرة، نينوى، آذار 2024. الصورة: المنظمة الدولية للهجرة 2024/سعد المريواني

المنظمة الدولية للهجرة

 في أحد أيام الربيع الممطرة، جلست نور* في مركز إدارة المخيم في مخيم حسن شام U2 للنازحين في محافظة نينوى، في انتظار رؤية مستشار الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي. يمكن للمرء أن يلاحظ بصيص من الأمل خلف ملامح وجهها… وفي أقل من أسبوع، كان من المقرر أن تعود نور وعائلتها إلى منزلهم في جنوب نينوى بعد سبع سنوات من بقائها في المخيم.

وقالت نور: “اضطررنا للمغادرة بسبب الخوف”، وهي تتذكر ما دفعها للذهاب الى المخيم عندما اندلع الصراع. “لم يكن لدينا مال ولم يكن هناك مكان نأوي إليه. تم تدمير منزلنا. ما الذي بقي لنا لنفعله؟ لم يكن لدينا شيء.” ولسبع سنوات، عاشت نور في خيمة مع أطفالها الثلاثة وأمها وإخوتها. توفي والدها بسبب مرض السرطان بعد وقت قصير من استقرار العائلة بأكملها في المخيم.

كان لفقد والدها وسنوات النزوح اللاحقة أثر كبير على نور. فقد شعرت أن حياتها خارجة عن إرادتها، وبأنها غير قادرة على قمع الأفكار السلبية، ووجدت صعوبة في الاستمرار والمضي قدما في حياتها. وفي بعض الأحيان، كانت نور تعكس تلك الصعوبات على أطفالها، مما أثر على علاقاتهم.

أثناء الاستعداد للرحيل، طلبت نور المساعدة في مجال الصحة النفسية من المنظمة الدولية للهجرة. وبعد عدة جلسات استشارية فردية وأدوية وصفها لها الطبيب النفسي، بدأت تلاحظ تحسنًا في مزاجها وأنماط تفكيرها ورفاهتها بشكل عام. قالت: “لقد ساعدتني [مستشارتي] في تولي زمام حياتي. لقد ساعدتني على اكتساب الثقة لاتخاذ قراراتي بنفسي لأنني لم أكن أمتلك هذه القوة في السابق. كنت دائما خائفة. لقد ساعدتني على الإيمان بنفسي، والاعتماد على نفسي، وإعادة تصور المستقبل. والآن أنا أكثر تفاؤلا بشأن مستقبلي.”

إلا ان الإنجاز الأكبر والأكثر مكافأة لنور كان يكمن في إعادة التواصل مع أطفالها: “لقد تغيروا عندما رأوا التغيير الذي طرأ عليّ”. بفضل جلسات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي التي نظمتها المنظمة الدولية للهجرة، تعلمت نور آليات التأقلم وأصبحت أكثر استعدادًا لعودتها.

وأشادت قائلة: “أي مكان سيكون أفضل من أن أكون في هذا المخيم. اشعر بالراحة إزاء العودة، حتى لو لم يكن لدي منزل.” تخطط نور وعائلتها لإقامة خيمة على الأرض التي تعود لعائلتهم لحين إعادة بناء منزلهم. والآن، حلمها الأكبر هو أن يكون لأطفالها غرفة خاصة بهم. “عندما أعود، على الأقل سأعيش على أرض أملكها.”

وستواصل نور رؤية مستشارة وطبيبة نفسية في مسقط رأسها لضمان الانتقال السلس وإعادة الاندماج بعد العودة.

أسرة نور هي واحدة من 243 أسرة انتقلت أو عادت إلى مناطقها الأصلية حول نينوى وصلاح الدين ضمن المجموعة الأولى من الأشخاص بدعم من برنامج الحركة التطوعية الميسرة التابع للمنظمة الدولية للهجرة. وللتخفيف من احتمال إعادة تجربة الأحداث الصعبة أو الذكريات المؤلمة من هذه العملية وضمان سلامة وأمن جميع الأسر، تدعم المنظمة الدولية للهجرة العائدين طوال العملية برمتها، من التسجيل إلى إعادة التوطين وما بعده، ودمج خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي في كل مرحلة. بفضل الدعم المقدم من مكتب السكان واللاجئين والهجرة التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، تقدم المنظمة الدولية للهجرة خدمات مثل إدارة الإجهاد وجلسات الدعم الفردي والجماعي وجلسات التثقيف النفسي والزيارات العائلية والإحالات إلى طرق أخرى، بناءً على الاحتياجات الفردية.

منذ عام 2020، دعمت المنظمة الدولية للهجرة في العراق أكثر من 4,350 نازحًا لإيجاد حلول مستدامة من خلال العودة المستنيرة والطوعية إلى مناطقهم الأصلية وإعادة التوطين في إطار عمل برنامج الحركة الطوعية. تعمل جهود المنظمة الدولية للهجرة في العراق لتعزيز الحلول الطوعية والآمنة والكريمة والمستدامة للنزوح بدعم من العديد من الشركاء الدوليين بما في ذلك حكومة اليابان ووزارة الخارجية الهولندية ووزارة الخارجية النرويجية مكتب وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون السكان واللاجئين.

*تم تغيير الاسم لحماية هوية المستفيدين