نيوز ايست

دعا السياسي العراقي المستقل مثال الآلوسي، رئيس الوزراء العراقي الجديد محمد شياع السوداني الى ترسيخ السلام والتعايش بين كافة أطياف وفسح المجال أمام الآلاف من اليهود العراقيين للمشاركة في إعادة اعمار العراق وعدم تكرار أخطاء الانظمة والحكومات السابقة التي تسببت في دمار البلاد.

وقال الآلوسي في رسالة وجهها الى السوداني بمناسبة نيله وكابينته الوزارية الثقة في مجلس النواب العراقي، الخميس الماضي: “لا يختلف اثنان أن العراق دفع أبشع الأثمان عندماضحك على عقولنا بمفردة البوابة الشرقية فقتل منا ومنإيران الملايين من الأبرياء بين شهيد ومعاق واليوم أصبحناالبوابة الغربية بدلاً من الشرقية وفي صراعات ليس لنا فيهالا ناقة ولا جمل ومرة أخرى يدفع العراق والعراقيين الثمن،ملايين الضحايا بين قتيل ومعاق ومهاجر ومشرد ونازحوأجيال ضائعة“.

وطالب الآلوسي في ختام رسالته السوداني بوضع العراق والعراقيين في اوليات اعماله للنهوض بالبلد وحمايته واعادته الى مكانته بين شعوب العالم، مبينا “ضع العراقوالإنسان العراقي بين نجديك، سترى ما خاب حاكم خدموأنصف شعبه“. 

 

 

نص الرسالة

 

سم الله الرحمن الرحيم

دولة الأستاذ محمد شياع السوداني رئيس مجلس الوزراءالمحترم

 

تحية عراقية طيبة وبعد

 

وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إنه هُو السَّمِيع الْعَلِيمُ

 

 أكتب هذه الرسالة وأنا أتابع أخبار منح الثقة البرلمانية لكمولفريقكم الوزاري وليس لي إلا أن أتمنى لكم النجاح بتحقيقالإصلاح والأمن والازدهار وإعادة الحياة للدولة العراقية.

الأخ الأستاذ محمد شياع السوداني المحترم

حبآ بالعراق والتزاما بواجبي وحقوقي كمواطن عراقيوكسياسي لخمسين عاما وأكثر ومعارضا وبعدها من الأولينبعد 2003 وكمدير عام ثم نائبا في مجلس النواب لدورتينبأصوات حقيقية، يا أخي أنا لك صادقا ناصحا لا أبتغيحمدا ولا منصبا أو رضا الحاكم والمسؤولين فعمري عشتهمرتين وأعيش الآن بهدوء ونقاوة الحياة بعيدآ عن صخبالسياسة ومصائبها  بل وإنني أعي برسالتي هذه سيزدادرصيدي بين الشاتمين وأبطال التهديد وقد يزداد رصيديأيضا بأوامر إلقاء قبض جديدة رغم أن الجميع من الخيرينأو السيئين يعلمون أنني وبلا فخر يدي بيضاء فلم ادنسهابمال حرام ولا بمال الدولة والحمدلله، ولن تتلطخ يدي بحقالآخرين أو بدماء الأبرياء لا سامح الله.

عزيزي دولة رئيس الوزراء

خمسين عاما قضيتها في السياسة من حزب البعث إلىالمعارضة إلى ما بعد 2003 مرت علية الكثير، المعلن منها وغيرالمعلن من الحقائق ناهيك أننا وكل العراقيين والعالم يتابعونالخط البياني الذي سار به العراق في العقود السبعة الأخيرةودعنا من اتباع هذه المدرسة أو تلك الفترة من حكم العراقفالنتائج دفع ثمنها الباهض المؤلم كل العراقيين وبأغلىالأثمان من الدماء الطاهرة إضافة إلى تخلف ودمار البنيةالتحتية العراقية (الصناعية والزراعية والتربوية والعسكريةوالاقتصادية) وكل الجوانب التي تكفل الحياة الآمنة الكريمةللإنسان العراقي بل وانتشرت العوائل والشباب منالعراقيين  في بقاع الأرض بحثا عن سبل الحياة الآمنة بعدأن تحول العراق الدولة والوطن إلى محارق السعير مرت علىكل من اختلف مع الحاكم أو لون معتقده السياسي أو الدينيأو العرقي فلا يحظى برحمة الحاكم من المقاومة الشعبية بعد1958 إلى الحرس القومي في 1963 إلى فدائيي صدام إلىتنظيم القاعدة بعد 2003  واليوم إلى المليشيات وتنظيمالدولة الإسلامية داعش ناهيك عما يفتي به هذا البطل أو ذاكصاحب المكارم أو المرفوع عنه الفروض , في يوم ما كانت هذهالطائفة هي من الدرجة الأولى وحقبة أخرى يكون أبنائهامواطنين من الدرجة الثانية مشبوهين متهمين يذبحون علىمحراب الصراع الحزبي الطائفي  ومغانم السلطة  أماالعراقيين البهائيين والمندائيين واليهود والمسيحينوالأيزيديين والزردشتية والكاكائيين هم خانات للبضائعوالأرقام فإن كان أحدهم في حشدنا نال من حبنا ورزقنا ومنكان بدون غطاء فويل لغير شاكلتنا ولا يمكن نسيان كم منالمدارس الشيعية أو السنية ساموا سوء العذاب أماالمعارضين والناشطين والصحفيين والإعلاميين والمتظاهرينفحدث ولا حرج وكل أمة تأتي تلعن ما قبلها . 

عزيزي دولة رئيس مجلس الوزراء المحترم

عندما كنا في المعارضة تسابقنا في الألفاظ والكلمات فياستعراض حبنا للعراق الوطن وكم جلس المعارضون يحلمونبيوم لإعادة بناء ما دمرته الحروب وجنون الحاكم وجهلهوبعد 2003 جئنا للعراق وانطلق السباق النيابي والسلطويووو ولكن لم نصدق أو نفلح بأي منها فحلت بنا وحلت علينااللعنة وغرقنا في مستنقع الفساد والدماء فالمقابر الجماعيةقبل 2003 تكررت بعد 2003 وليس آخرها التصفيات الإرهابيةللمتظاهرين التشرينين الأحرار والتي لولاها لما رأت الحكومةالتي سبقتك النور ولا التي بعدها.

أخي استاذ محمد شياع السوداني المحترم

العراق , بلاد الرافدين مهد الحضارات، فيه خط أول حرفللكتابة وشرعت فيه القوانين، لقد قدم أهلنا العرب والمسلمونوقبلهم اصولنا واجدادنا من  الأشوريين والسومريينوالبابليين والقوميات الاخرى كالكرد والعرب دروسا عظيمةانارت للبشرية طريقها ، ومثلها كل الديانات السماوية التيانطلقت من هذه الأرض المباركة كاليهودية والمسيحية ومنبعدها الدين الإسلامي الحنيف والتي رسمت للإنسانالطريق نحو الله ، وما جاء الإسلام إلا تعزيزا لما قبله من رسلوكتب وأنبياء وكلما صغرت في عين الحاكم كبارها حلتالويلات والنكبات على الأنسان العراقي وانتعش عويلالمنتفعين والمشعوذين ولعمري كلما تعالى الحاكم وأبتعد عنالمهرجين وركن للعدل والإصلاح تدب في عروقنا رياح الأملوالازدهار ولا يختلف اثنان أن العراق دفع أبشع الأثمان عندماضحك على عقولنا بمفردة البوابة الشرقية  فقتل منا ومنإيران الملايين من الأبرياء  بين شهيد ومعاق واليوم أصبحناالبوابة الغربية بدلا من الشرقية وفي صراعات ليس لنا فيهالا ناقة ولا جمل ومرة أخرى يدفع العراق والعراقيين الثمن،ملايين الضحايا بين قتيل ومعاق ومهاجر ومشرد ونازحوأجيال ضائعة تبحث عن قوتها بهوية حملة السلاح منالطائفتين وتحولت زهرة الشباب إلى عقد وبدلا عن روحالشباب في التغيير والتجديد اغتصبت روح الشباب العراقيفإذا بهم وقود لقيادات وصراعات مكررة وكل من أتى طبلللخطب الرنانة وأعلن المقاومة ورفعت الرايات وحمل المغفلونالسلاح الخاسر واتسعت أحشاء قيادات مجترة بالمالوالبطش والغنائم والخدم والحشم  وكل يوم تزداد الأميةلدينا ويزدهر التعليم والمعارف من حولنا عربيا سعودياوخليجيا وتركيا وإيرانيا والأردن الصحراء بدولة أقامها العقلوالحكمة وإسرائيل اللقيطة اضحت دولة بل قوة علميةوصناعية ودستورية وغزة تزهو بالعمران وشبه انعدام الأميةفيها وتغرف من هبات ومنح بالملايين , ومن أجل المقاومةدفعت من جلدة ودماء العراقيين , والمقاومين في وادي والميدانفي واد آخر إلا من يغرر بهم بين الحين والآخر لغاياتيسمعها الأخرس والأطرش .

عزيزي كررتها مرارآ أني لا اشتري إسرائيل بفلسين ولكن هذالا يجعلني بالضرورة من المتاجرين فهي دولة أخاف شرورهاوأريد خيرها ورحم الله من جنب العراقيين تهلكة ارادها لناالآخرين، وهنا دول العالم عندما تجنح بالشروع بالعمرانوالاستثمار وتسلك طريق الإصلاح سلماً للازدهار فأن الدولتشتري همة أبنائها ممن هاجر أو هجر واقام أو تجنسبجنسية دول المعمورة ولدينا من العراقيين إضافة إلى العربوالمسلمين والمسيحين وعراقيين من الديانة اليهودية , نعم منيهود العراق لدينا أعداد كبيرة منهم ممن تألق في العلموالمعرفة والصناعة والزراعة والتجارة هم عراقيون بجوازاتسفر أوربية وامريكية واسرائيلية وفي دول عربية واسيوية وإذا كان البعض يخشى أن تبتلعه إسرائيل فكيف يمكن له انيطمئن لجيران أعطوا ألف دليل بسعيهم الحثيث إلى إلغاءالعراق دولة وشعبا ووجودا  ولكن بعيداً عن هذا النقاشالسفسطائي لنركز على أن العراق بلد ووطن لكل عراقيينطق بعراقيته وهنا ومع أخذي بمبدأ حسن النية لمنيعارضني الرأي والأخذ بحق حرية الرأي والمعتقد فأننيأؤمن أن الآلاف من يهود العراق لهم الحق بالمشاركة في إعادةبناء العراق ولا يجوز أو يحق أن يظلموا ويشكك بعراقيتهمالممتدة قرابة 3000 عام كانوا فيه حجر عطاء عراقي وماينطبق على يهود العراق هنا ينطبق على كل العراقيين منمختلف الأعراق والأديان. 

 

دولة رئيس مجلس الوزراء المحترم

عندما يكون العراق منبرًا للعدل والسلام وحقوق المواطنةوحقوق الأنسان وعندما نتمسك بسيادة قراراتنا ومصالحناونحترم حتى من يدعوا للحرب فينا ولكن نجرده سلاح القتلوالفوضى والشعوذة وانفراده بقرارات إلغاء الآخرين حينهاسنكون دولة رصينة مكانتها بين الأمم العزيزة وتكسب ثقةالعالم وعونه في محاربة الإرهاب والتخلف وتصدق النوايافي بناء العراق كدولة ذات سيادة، وقتها لا تتحقق وسائلالعيش للعراقي فقط بل تتحقق مقومات الكرامة والسعادةوالرخاء.

دولة الرئيس، عشمي كبير فيك في كونك عراقي من الداخلعاش كل كوارث الدجل وأوهام السياسة العقائدية العروبيةوقتها واليوم الدينية وكون جنابك في تجربة عشت فيها كلالأصباغ والألحان يا سيدي ضع العراق والإنسان العراقيبين نجديك وسترى ما خاب حاكم خدم وأنصف شعبه.

 

والله ولي التوفيق

أخوكم

مثال جمال الآلوسي

27 أكتوبر2022