بينما يحتفل العالم بيوم 12 شباط باعتباره اليوم الدولي لمنع من التطرف العنيف، يقف العراق عند لحظة محورية في معركته ضد التطرف العنيف. تدعو مجموعة عمل المرأة العراقية في منع ومكافحة التطرف العنيف التي تم إطلاقها حديثًا إلى تقديم وجهة نظر نسائية حول معالجة الأسباب الجذرية للتطرف العنيف.

تؤكد مجموعة العمل النسائية من جديد أن إشراك المرأة وتمثيلها في عمليات صنع القرار أمر ضروري. يعد فهم الأدوار والخبرات المختلفة للرجال والنساء والفتيان والفتيات أمرًا حيويًا، ولكن غالبًا ما يتم تجاهله عند تصميم جهود منع التطرف العنيف. تم إنشاء مجموعة العمل من قبل مكتب مستشارية الأمن القومي بصفته رئيسًا للجنة الوطنية لمنع التطرف العنيف، وتتألف من ممثلين متنوعين من الوحدات الحكومية الوطنية ودون الوطنية والأكاديميين.

وعند إطلاق فريق العمل في أواخر كانون الثاني، أكدت الدكتورة وجدان عظيم عبد الحسين، عضو الفريق من الجامعة المستنصرية، على الدور المحوري للمرأة في هذا المسعى. وذكرت أن “ورشة اليوم هي ورشة تأسيسية لهذا الفريق، ومن المقترح أن يتكون الفريق من مجموعة من النساء العراقيات الناشطات على المستوى الأكاديمي الوطني، على مستوى المجتمع المحلي، على مستوى المنظمات الدولية والمنظمات الدولية والمنظمات الإنسانية.”

شاركت المهندسة شهلاء البياتي، نائبة رئيس لجنة مكافحة التطرف العنيف في محافظة صلاح الدين، دوافعها الشخصية قائلة: دخولي مجال حماية المرأة من كل أنواع الظواهر السلبية لقد كنا تحت حصار [داعش] لمدة ثلاثة أشهر. وقررت أن يكون لدينا قيادات نسائية يمكنها مساعدة النساء وتثقيفهن

تركز استراتيجيات المجموعة على خلق مساحات آمنة وشاملة للنساء للمشاركة في المناقشات والمبادرات لمنع التطرف العنيف وتعزيز مشاركة المرأة العراقية في الاستراتيجية الوطنية لمنع التطرف العنيف. وشددت البياتي على أهمية تصميم مناهج تناسب مختلف شرائح المجتمع، قائلة “في البداية يجب أن نحدد كل شريحة نعمل معها على حدة، مثل شريحة ربات البيوت اللاتي نعمل معهن بشكل فردي ببرامج خاصة، والأكاديميات على حدى، والشابات في مكان آخر“.

الهدف الشامل لمجموعة العمل النسائية هو تمكين المرأة العراقية من القيام بدور قيادي في منع التطرف العنيف. وقالت الدكتورة وجدان عظيم عبد الحسين: “القضية الأساسية هي التأكيد على دور المرأة في تحليل دور المرأة المهم في مواجهة ومكافحة ومنع التطرف العنيف في المجتمعات بشكل أساسي”.

وأضافت البياتي: “يجب أن نصنع هؤلاء القيادات النسائية التي تستطيع مساعدة مجموعة من النساء الأخريات، حتى يكون العمل مستداما، وسيستمر عملنا في مكافحة التطرف العنيف على المدى الطويل

تساعد المنظمة الدولية للهجرة في العراق العراق على التغلب على التعقيدات المتعلقة بمنع التطرف من خلال قيادة مجموعات عمل مثل هذه المجموعة، بالتنسيق الوثيق مع مكتب مستشارية الأمن القومي. قالت نور الناصر، مسؤولة برنامج منع التطرف العنيف في المنظمة الدولية للهجرة: “إن التعاون مع الحكومة العراقية مهم للغاية وهو أمر إيجابي في عملنا، ولولا التعاون مع الهيئات الحكومية وغير الحكومية لم نكن لنحقق ما حققناه حتى الآن”.

منذ عام 2020، عملت المنظمة الدولية للهجرة بالشراكة مع حكومة العراق وأفراد المجتمع لتطوير برامج واستراتيجيات لمعالجة الأسباب الجذرية للتطرف العنيف. تطبق المنظمة الدولية للهجرة نهج المجتمع بأكمله والذي يشمل الوحدات الحكومية الوطنية ودون الوطنية بالإضافة إلى المجتمع المدني وأفراد المجتمع. ويجب أن تعمل جهود منع التطرف العنيف الناجحة على تنويع التدخلات، وإعطاء الأولوية للبحوث المحلية، والتأكيد على أدوار مختلف الجهات الفاعلة في تعزيز قدرة المجتمع على الصمود.

تجسد مجموعة العمل النسائية العراقية المرونة والتصميم والتعاون في مواجهة التطرف العنيف. بفضل التزامهن الذي لا يتزعزع ووجهات نظرهن المتنوعة، فإن هؤلاء النساء لسن فقط عوامل تغيير، بل مهندسات لمستقبل أكثر إشراقًا وأكثر سلامًا للعراق.

ان هذا تم بفضل حكومة كندا لدعمها إطلاق مجموعة العمل الوطنية النسائية لمنع التطرف العنيف.