منذ سيطرته على الحكم في إيران عام 1979 وحتى الآن لم يتوان نظام ولي الفقيه عن تنفيذ العمليات الإرهابية والقمع داخل إيران وخارجها واسفرت هذه العمليات على مدى الأعوام الـ44 الماضية عن مقتل مئات الآلاف داخل البلاد وخارجها.

قمع داخلي وإرهاب خارجي، وفتح مراكز لتدريب المليشيات وتسليحها وإثارة الفوضى في دول المنطقة وبسط النفوذ والتوسع وتصدير الإرهاب إلى العالم، هذا هو دور إيران على مدى أكثر من 4 عقود.

بعد تولي نظام الخميني الحكم عام 1979 كان هدفه الاساسي تصدير انقلابه إلى دول المنطقة عبر دعم المليشيات الإرهابية التابعة له وتصفية جميع معارضيه سواء داخل إيران أو خارجها، بل وصل الأمر إلى تهديده الإيرانيين أنفسهم بالتخويف من عصيان حكومته التي اعتبرها “حكومة الله”.

نصب الخميني نفسه مرشدا روحيا لـما اسماه بالثورة الإيرانية وباشر أولا باستبعاد جميع المتحالفين معه والمعارضين له داخليا كخطوة استباقية لتصدير إرهابه إلى الشرق الأوسط ومن ثم دول العالم الأخرى.

بدأ نظام طهران عملياته الإرهابية من لبنان الذي نفذ فيه عملية اختطاف 96 مواطناً أجنبيا عام 1982، بينهم 25 أمريكيا، واستمرت عملية احتجاز الرهائن 10 أعوام، ونفذت مليشيا حزب الله اللبنانية هذه العملية.

وعادت إيران عبر حزب الله عام 1983 مجددا بعملية إرهابية أخرى، تمثلت بتفجير السفارة الأمريكية في بيروت، ما أسفر عن مقتل 63 شخصاً.

ونفذ الحرس الثوري الايراني في العام نفسه هجوما انتحاريا على مقر مشاة البحرية الأمريكية، أدى إلى مقتل 241 شخصا وجرح أكثر من 100 من أفراد البحرية والمدنيين.

وتوالت العمليات الإرهابية الإيرانية، التي شملت تفجير مقر القوات الفرنسية في بيروت، في 1983 أيضا، ما أسفر عن مقتل ٦٤ فرنسياً مدنياً وعسكرياً.

ونفذ حزب الله وحزب الدعوة العراقي المدعومان من إيران في العام ذاته، مجموعة هجمات استهدفت السفارتين الأمريكية والفرنسية في الكويت ومصفاة للنفط وحيا سكنيا، اسفرت عن مقتل 5 وإصابة 8.

وشن الحرس الثوري الإيراني العديد من الاغتيالات في صفوف المعارضة الإيرانية، تمثلت باغتيال عبدالرحمن قاسملو، رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، ومساعده عبدالله آذر في فيينا بالنمسا عام 1989.

وأعقب اغتيال قاسملو، اغتيال كاظم رجوي القيادي في حركة مجاهدي خلق، الذي اغتيل في أبريل 1990 قرب مدينة جنيف في سويسرا، وهو شقيق مسعود رجوي رئيس حركة مجاهدي خلق السابق.

وفي ٦ أغسطس/آب من عام 1991، اغتيل شابور بختيار، آخر رئيس وزراء في الفترة الملكية الإيرانية، على يد فيلق القدس والاستخبارات في العاصمة الفرنسية باريس.

كما اغتيل الأمين العام لحزب الحرية الكردستاني الإيراني سعيد يزدان بنا (شقيق حسين يزدان بنا الرئيس الحالي للحزب) في مدينة السليمانية في كردستان العراق عام 1991 بعد 4 أشهر من تأسيسه الحزب، إضافة إلى اغتيال العديد من المعارضين الإيرانيين.

وبعد عام من اغتيال سعيد يزدان بنا، اغتال الحرس الثوري صادق شرفكندي، الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني الذي خلف قاسملو، وذلك في العاصمة الألمانية برلين مع اثنين آخرين في فندق ميكونوس.

 وشنت وزارة الاستخبارات الإيرانية في تسعينيات القرن الماضي حملة اغتيالات متسلسلة تمت خلالها تصفية عشرات الكتّاب والسياسيين في الداخل، من ضمنهم محمد مختاري وجعفر بويندة وداريوش فروهر وزوجته بروانه اسكندري وبيروز دواني، ونفذت خلية بقيادة سعيد إمامي نائب وزير الاستخبارات آنذاك هذه الحملة باوامر واشراف مباشر من خامنئي.

وخلال الأعوام الماضية نفذ النظام الإيراني العديد من العمليات الإرهابية سواء عبر شن الهجمات الصاروخية والمدفعية على مقرات الأحزاب الكردية المعارضة له في كردستان العراق او عبر تنفيذ اغتيالات ضد معارضيه والرافضين لمشروعه التوسعي في العراق والشرق الأوسط اسفرت عن مقتل العشرات من القياديين والمثقفين المعارضين للنظام الى جانب تنفيذ الأجهزة القمعية الإيرانية لعمليات اختطاف السياسيين والناشطين في إيران والشرق الأوسط.

وتمارس إيران منذ عام 1979 في الشرق الأوسط، من خلال أجهزتها القمعية ومليشياتها الإرهابية انطلاقا من مليشيا حزب الله اللبنانية وصولا إلى مليشيا الحوثي والمليشيات الإرهابية في العراق وسوريا عمليات القتل والاختطاف ضد مواطني هذه الدول، وقد قتلت في العراق وسوريا واليمن خلال السنوات الماضية عشرات الآلاف من المدنيين واختطفت آلافا آخرين.