الصورة: الناشطين الاربعة المعتقلين لدي نظام ايران

“كانت اثار التعذيب الجسدي والنفسي ظاهرة بوضوح على زوجي ورفاقه الآخرين خلال الاعترافات القسرية المصورة، التي بثها النظام الايراني لهم” تقول جوانه تيمسي زوجة الناشط السياسي محسن مظلوم المعتقل لدى إيران لـ” نيوزايست “.

اعتقلت الاطلاعات التابعة لنظام الايراني “المخابرات الايرانية” في يوليو الماضي محسن مظلوم ورفاقه الثلاثة الآخرين محمد فرامارزي وبژمان فاتحي ووفاء ازربار، جميعهم نشطاء سياسيين وأعضاء في حزب الكوملة الكردستاني المعارض لإيران في محافظة أورمية بكردستان إيران أثناء قيامهم بأنشطة تنظيمية.

واعلنت الاطلاعات الإيرانية ببيان في 23 يوليو إنها ألقت القبض على 4 من أعضاء الكوملة، واسندت لهم تهمة التجسس لصالح الموساد الإسرائيلي والتخطيط لتفجيرقاعدة جوية في أصفهان.

 

تقول جوانه تيمسي “لدى النظام الايراني تهم جاهزة يلفقها متى ما أراد للناشطين السياسيين والمعارضين، ومنها التجسس لصالح إسرائيل وامريكا والغرب، وقد الفق تهمة التجسس لصالح إسرائيل لزوجي ورفاقه، وتهمة التخطيط لتنفيذ عمليات تفجير في وقت عندما اعتقلهم النظام لم يكونوا مسلحين لأنهم كانوا ينفذون مهاما تنظيمية سياسية كناشطين معارضين في شرق كردستان “كردستان إيران” وليس كما زعم النظام الايراني أنه اعتقلهم في أصفهان”.

ظل مصير الناشطين الأربعة مجهولا لأكثر من 80 يوما بعد اعتقالهم لحين بث النظام الايراني في أكتوبر الماضي شريط فيديو خاص باعترافات قسرية لهم وتنفيذهم لمهام لم ينفذوها اطلاقا بحسب عائلاتهم والمقربين منهم.

 

تضيف تيمسي “أرغموا على الادلاء بهذه الاعترافات تحت التعذيب، قالوا إنهم متعاونون مع الموساد الإسرائيلي وانهم اعتقلوا في أصفهان، وأنهم سافروا الى دول افريقية كتنزانيا ورواندا، في حين هؤلاء الأربعة لم يخرجوا خارج كردستانالعراق ولا أتوقع انهم سمعوا بأسماء هذه الدول حتى”.

أعاد النظام الايراني نشر الاعترافات مجددا مطلع ديسمبر الحالي، الامر الذي اثار مخاوف عائلات الناشطين المعتقلين على أبنائهم من ان يحكمهم النظام بالإعدام تزامنا مع حملة الاعدامات التي بدأها نظام ولي الفقيه الايراني ضد المتظاهرين والناشطين المعارضين له.

ورغم محاولات عائلات الناشطين وموكليهم من المحاميين خلال الأشهر الخمسة الماضية لمعرفة معلومات عن أماكن اعتقال النشطاء الأربعة واوضاعهم الصحية، الا ان النظام يمنع الوصول إليهم.

توضح تيمسيفريق المحامين زار غالبية مدن كردستان وإيران الأخرى للتوصل الى معلومات عن أماكن اعتقالهم، لكن دون جدوى وتعرض المحامون الى الاهانة من قبل أجهزة النظام الأمنية، ومازال المعتقلون الأربعة ممنوعون من مقابلة ذويهم وحتى الاتصال بهم”.

من جانبها تؤكد بيان عظيمي، زوجة الناشط المعتقل بژمانفاتحي، كافة المعلومات الذي ذكرتها تيمسي عن الناشطين المعتقلين، وتضيف لـ”نيوز ايست”، “زوجي ورفاقه متواجدون في سجون النظام الايراني ويعانون الامرين تحت التعذيب الجسدي والنفسي، ويسعى النظام الى انهائهم بشكل سري، وكما هو معلوم النظام الايراني يسعى عبر الاخبار الكاذبة والأفلام الموثقة والتهم الجاهزة الى اتهام الناشطين والمعارضين بالتجسس من أجل التغطية على جرائمه.

تعيش عظيمي مع طفلتها في المانيا في أوضاع إنسانية صعبة فيما يقبع زوجها في سجون إيران، وتشير عظيمي “طفلتي تطالب بوالدها يوميا، وهي مريضة وتحتاج الى والدها، نطالب الاحرار في إيران والعالم والمجتمع الدولي والمنظمات الانسانية الى مد يد العون لهؤلاء المعتقلين وانقاذهم من قمع النظام الايراني واعادتهم الى عائلاتهم سالمين”.

وتعبر آلا محمودي، وهي زوجة الناشط المعتقل محمد فرامرزي، عن قلقها على زوجها من التصفية على يد النظامالايراني، وتؤكد لـ” نيوز ايست” “ليست لدينا أي معلومات عنهم، نحن قلقون جدا عليهم وعلى أوضاعهم الصحية، ونخشى من ان يعدمهم النظام” داعية الامم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية الى التحرك لإطلاق سراحهم وسراح جميع الناشطين الذين تعتقلهم ايران وتواصل تصفيتهم الواحد بعد الآخر.

في السياق ذاته كشفت منظمة هانا لحقوق الانسان في إيران أنه “خلال ما يقارب الخمسة أشهر التي مضت علىاعتقالهم، بذلت عائلات السجناء قصارى جهدها لمعرفة اوضاعهم لكنها لم تتلق أي معلومات حول مكان وجود المعتقلين ولا حتى أوضاعهم.

 

وتشير احصائيات المنظمة الحقوقية الى اعتقال أكثر من5000 شخص من قبل الاجهزة الأمنية الايرانية في مدن كردستان إيران منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في المدن الايرانية في منصف سبتمبر الماضي، فيما قُتل أكثر من 469شخصًا، من بينهم 133 كرديًا خلال الاحتجاجات المستمرة التي تطالب بإنهاء نظام الولي الفقيه الايراني.