فيديو للاحتفال بعيد رأس الايزيدية في معبد لالش مساء الثلاثاء 19 ابريل الحالي

يبدأ الايزيديون الاحتفال بعيد رأس السنة الايزيدية أو المعروفة بـ”چوار شه مبا سور” عيد الأربعاء منذ مساء يوم الثلاثاء، بإشراف من بابا شيخ “الاب الروحي للايزيديين” إيذانا ببدء السنة الجديدة.

ويضيء بابا شيخ أول قنديل وبعدها تضاء القناديل بعدد أيام السنة في معبد لالش، المعبد الرئيسي للايزيديين في العالم الذي يقع في قضاء شيخان بمحافظة دهوك بإقليم كردستان العراق.

 

وتحضر العائلات الايزيدية لعيد رأس السنة، اعتبارا من مساء الثلاثاء، حيث يلونون البيض المسلوق، وتعلق كل عائلة باقة وردة “شقائق النعمان” أعلى عتبة البيوت إيذانا ببدء العيد.

ويسلط مدير شؤون الإيزيديين في وزارة الأوقاف بحكومة إقليم كردستان، خيري بوزاني الضوء على تفاصيل عيد رأس السنة وطقوسه واهميته لدى اتباع الديانة الايزيدية.

ويوضح بوزاني “عيد رأس السنة الأيزيدية “Ser sal ” ويسمى أيضا عيد ( جارشه مبا سور ) أي عيد الاربعاء ، حيث أن سور هنا لا يعني الاحمر، وانما يعني العيد في بعض اللغات واللهجات الهندوايرانية القديمة ، أي أنها عيد الأربعاء وليس الاربعاء الأحمر كما يترجمها البعض حرفياً “.

ويشير بوزاني الى أن العيد يصادف أول أربعاء من شهر نيسان بحسب التقويم الشرقي، الذي يختلف عن الغربي بـ (13) يوم.

ويضيف “هذا العيد من أقدس وأقدم أعياد الديانة الايزيدية، ويرمز الى تجدد الحياة والطبيعة، حيث انبلاج الربيع وتفتح الزهور، ويروي لنا هذا العيد ومن خلال رموزه وطقوسه قصة الخلق والتكوين والخلود والانبعاث، التي تركت اثارها على التفكير الفلسفي والديني في الشرق القديم نظراً لما انطوت عليه من أفكار وعقائد فلسفية ودينية، أبرزها: فكرة الخلق والتكوين والخلود، والموت والتجسد والانبعاث، مع تجدد دورة الحياة والخصب في الطبيعة”.

ويوضح بوزاني رموز مراسيم رأس السنة الأيزيدية، فالبيضة ترمز مرة الى الدرّة البيضاء التي جزئها “خودا” من ذاته ومن ثم انفجارها وتكون منها الكون باسره، وترمز مرة اخرى الى “تكوّن الكرة الأرضية” وسلق البيض يرمز الى تجبير طبقات الأرض، النواة وطبقات القشرة، فكل المواد تنصهر بالتسخين بالنار، باستثناء البيضة فهي تتجمد اثناء سلقها.

ويضيف “كما ان البيضة ترمز الى الولادة، فالإنسان والحيوانات بمختلف انواعهم واجناسهم، نشأتهم أو ولادتهم تكون من البيضة”، لافتا الى أن تلوين البيض يرمز الى انبعاث الحياة ونمو النباتات على الأرض.

ولعل من أبرز الطقوس في هذا العيد هو تكسير الايزيديين البيض وتقشيره ونثر قشوره بين حقول الحنطة، ويشير بوزاني الى هذا الطقس يرمز الى انشطار الدرّة وتكون المجرات والكواكب والمجموعة الشمسية، أي خلق الكون.

كما ويعلق الايزيديون زهور شقائق النعمان مع قشور البيض الملونة بواسطة العجين على ابواب البيوت، ايذانا ببداية قدوم سنة جديدة.

وتوقد القناديل والفتائل وترتل النصوص الدينية ليلة عيد رأس السنة الايزيدية في معبد لالش، وهي طقوس يعتبرها بوزاني امتداداً للمراسيم التي كانت تجرى في معابد الميثرائيين والبابليين.

ويؤكد بوزاني على أن عدم جواز التزاوج خلال شهر نيسان دلالة على انه في اساطير الاديان القديمة كان التزاوج في شهر نيسان مقتصراً بين الاله فقط دون الانسان، كذلك وبحسب المعتقدات الايزيدية لا يجوز حفر او حرث الأرض كدلالة على ان الأرض خصبة حيث تنمو النباتات والحشائش.