نيوز ايست

يؤدي الصابئة المندائيون مراسم التعميد الذهبي “دهفة اد يمانه” في 18 مايو سنويا، ويعتبر التعميد الذهبي أحد أقدس الأعياد لدى اتباع الديانة المندائية، ويعرف بالذهبي لأنه يصادف ذكرى التعميد الاول للنبي يحيى بن زكريا الذي يعتبره المندائيون النبي والمعلم ويسيرون على خطاه.

 

يقصد الصابئة المندائيون ضفاف الأنهر لأداء صلواتهم وكافة طقوسهم الدينية، لأن الماء الجاري يمثل العنصر الرئيسي في الديانة، وتتضمن اعيادهم جميعها مراسم التعميد التي يجريها رجال الدين عبر مجموعة من المراحل للرجال والنساء والأطفال من اتباع الديانة.

 

يقول رئيس طائفة الصابئة المنادئيين في العراق والعالم، الشيخ ستار جبار حلو: “يحتفل الصابئة المندائيون في العراق والعالم بعيد “دهفة اد يمانه” التعميد الذهبي الذي اصطبغ فيه اباؤنا وانبيائنا الصالحين الاولين من ادم وحواء وشيتل وادريس وسام بن نوح ويحيى بين زكريا، سمي بالتعميد الذهبي لأنه يمثل الولادة الروحية لنبينا ورسولنا المبارك يحيى بن زكريا حيث اصطبغ في هذا اليوم عندما كان عمره 30 يوما، هذه الصباغة تجرى في المياه الجارية ويقدم طعام الغفران لأرواح المتوفيين”.

يعتبر المندائيون ديانتهم أقدم ديانة توحيدية عرفتها البشرية، ويعود تأريخ نشأتها الى أكثر من 5 آلاف عام من الآن، ونشأت هذه الديانة في بلاد ما بين النهرين وتحديدا في مدينة (أور) جنوب العراق والمناطق السهلية القريبة من الأهوار والأنهار التي ترتبط طقوس هذه الديانة بها.

 

وتضيف نائبة رئيس جمعية الثقافة المندائية، فائزة ذياب: “رسالتنا لكل العالم في هذا اليوم المبارك الذي هو يوم التعميد الذهبي هو أن الوطن وطن الجميع، والعيش بمحبة وسلام هي رسالة كل الأديان السماوية التي تدعو الى المحبة والعيش معا من أجل تحقيق الأهداف الانسانية”.

يحتفل الصابئة المندائيون بأربعة أعياد سنويا هي عيد برونايا أو عيد الخليقة العلوي، والعيد الكبير أو عيد الخليقة المادي (دهواربا) ويوم التعميد الذهبي (دهفة اد يمانه) وعيد الصغير او عيد الازدهار (دهفة هنينا).

كانت اعداد الصابئة المندائيين قبل عام 2003 نحو 70 ألف نسمة في العراق، لكن أعدادهم تناقصت بسبب الهجرة وانخفضت لتصل الى15 ألف نسمة.

تعتبر بغداد المركز الأكبر لتواجد الصابئة في العراق رغم انتشارهم في غالبية مدن البلاد خاصة مدن الجنوب، لكن اتباع الديانة بدأوا منذ عام 2007 وبسبب الحرب الطائفية التي شهدها العراق بالنزوح الى إقليم كردستان رغبة منهم لعدم ترك وطنهم.

 

يتمركز اتباع الديانة في العراق وبإقليم الاحواز جنوب غرب إيران وفي بلاد الشام، فضلا عن تواجدهم في العديد من الدول العالم التي اضطروا الى الهجرة اليها خلال السنوات الماضية، بسبب المضايقات التي تعرضوا لها من قبل المتطرفين وتدهور الاوضاع الأمنية في العراق.